الخميس، 1 سبتمبر 2011

المعراجُ الأول إلى زمان القمح

جِـئْـنَـا ..
وكان يشُدُّنا شىُُ تسرّبَ بيننا ،
خَدَرُُ من البوحِ الشفيفِ ،
يدُبُّ فى المهجِ إشتهاءْ .
كُـنَا ..
وكان النهرُ يخلعُ شاطِئَيه ،
على ضفافِكَ ،
يرتدى ثوبَ التوضوءِ للمجىءِ ،
وقدْ تعرّتْ نجمةُ الإفصاحِ تَفْضَحُنى ،
وتبتدرُ الغناءْ .
غنيتُ يا وهَجَ التمازجِ ،
منْ ضياءِ الشعرِ ،
نأخُذُ بعضَ مانبغى ،
ونلتحِفُ البنفسجَ ،
قمحَ حاضرِكَ الندىِّ ،
دثارَ غايتنا ،
وثوبَ غنائِكَ الأبدىُّ ،
من سعفِ المودةِ كبرياءْ .
أنْجَبْتَ يا وعدَ الزمانِ القمحِ ،
برقاً ،
ثمَ عافيةً ،
تَشُدُّ الآن ناصيةَ النشيدِ الصدقِ ،
نحو الشمسِ ،
والفرحِ ،
الرجاءْ .
الآنَ قدْ فُتِقَتْ مداخلُ ،
زنبقاتِ الوجْدِ ،
حينَ تداخلتْ لغةُ التحاورِ بيـننا ،
وتكوّرتْ فى منطقِ التأصيلِ ،
بعضاً من حروفِ الوعدِ ،
والطهرِ ،
النقاءْ .
قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
أو كلما عاندتُ فيكَ تلهُفِى ،
القاكَ فى عصبى ،
وبينَ مزارعِ الشمس ،
الموزّعَةِ الشعاعِ ،
على دروبِ الروحِ ،
تملؤُنى ،
وتُشْعِلُ بينَ جنبىَّ إنتماءَكَ ،
تستقيمُ نضارةً ،
ألقاً ،
على جوفِ التواصلِ ،
تمطى خيلى ،
تغوصُ دواخلى ،
وتجولُ فىَّ كما تشاءْ .
قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
فصرختُ يـا .
أنتَ الذى أشْعَلْتَنى ،
ومنحتنى بعضَ الذى لكَ من ضياءْ .
هَـا أنتَ تنبُضُ تحتَ جلْدِ .
مفازةِ الأشواقِ فى روحى ،
وتسكنُ فى عظامِ دواخلى وهجاً ،
توزّعُ فى شراينِ الشجى ،
حُمّى إحتقانِكَ فى دَمى ،
تنسابُ بينَ مفاصلى ،
صِدْقاً لوعْدٍ وأنتماءْ .
الآنَ تُورِقُ فى جبينِكَ ،
سنبلاتُ القمحِ ،
تُزْهِرُ سوسناتُ العشقِ ،
يَنْهَضُ فيكَ بحرُُ من عطاءْ .
****
الخرطوم
12/10/1989



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق