المعراجُ الأول إلى زمان القمح
                           جِـئْـنَـا ..
 وكان يشُدُّنا شىُُ تسرّبَ بيننا ،
                      خَدَرُُ من البوحِ الشفيفِ ،
                      يدُبُّ فى المهجِ إشتهاءْ .
                      كُـنَا ..
                      وكان النهرُ يخلعُ شاطِئَيه ،
                      على ضفافِكَ  ،
 يرتدى ثوبَ التوضوءِ للمجىءِ ،
    وقدْ تعرّتْ نجمةُ الإفصاحِ تَفْضَحُنى ،
                     وتبتدرُ الغناءْ .
                     غنيتُ يا وهَجَ التمازجِ ،
                     منْ ضياءِ الشعرِ ،
                     نأخُذُ بعضَ مانبغى ،
                     ونلتحِفُ البنفسجَ ،
                     قمحَ حاضرِكَ الندىِّ ،
                     دثارَ غايتنا ،
                     وثوبَ غنائِكَ الأبدىُّ ،
                     من سعفِ المودةِ كبرياءْ .
                     أنْجَبْتَ يا وعدَ الزمانِ القمحِ ،
                     برقاً ،
                     ثمَ عافيةً ،
تَشُدُّ الآن ناصيةَ النشيدِ الصدقِ ،
                    نحو الشمسِ ،
                    والفرحِ ،
                    الرجاءْ .
                    الآنَ قدْ فُتِقَتْ مداخلُ ،
                    زنبقاتِ الوجْدِ ،
حينَ تداخلتْ لغةُ التحاورِ بيـننا ،
                   وتكوّرتْ فى منطقِ التأصيلِ ،
                   بعضاً من حروفِ الوعدِ ،
                   والطهرِ ،
                   النقاءْ .
 قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
                   أو كلما عاندتُ فيكَ تلهُفِى ،
                   القاكَ فى عصبى ،
                   وبينَ مزارعِ الشمس ،
                  الموزّعَةِ الشعاعِ ،
                  على دروبِ الروحِ ،
                   تملؤُنى ،
                   وتُشْعِلُ بينَ جنبىَّ إنتماءَكَ  ،
                   تستقيمُ نضارةً ،
                   ألقاً ،
                   على جوفِ التواصلِ ،
                   تمطى خيلى ،
                   تغوصُ دواخلى ،
                   وتجولُ فىَّ كما تشاءْ .
 قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
                   فصرختُ يـا .
                   أنتَ الذى أشْعَلْتَنى ،
  ومنحتنى بعضَ الذى لكَ من ضياءْ .
                  هَـا أنتَ تنبُضُ تحتَ جلْدِ .
                  مفازةِ الأشواقِ فى روحى  ،
                  وتسكنُ فى عظامِ دواخلى وهجاً ،
                  توزّعُ فى شراينِ الشجى ،
                  حُمّى إحتقانِكَ  فى دَمى ،
                  تنسابُ بينَ مفاصلى ،
                  صِدْقاً لوعْدٍ وأنتماءْ .
                  الآنَ تُورِقُ فى جبينِكَ  ،
                   سنبلاتُ القمحِ ،
                  تُزْهِرُ سوسناتُ العشقِ ،
                  يَنْهَضُ فيكَ بحرُُ من عطاءْ .
****
الخرطوم
12/10/1989
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق