الخميس، 1 سبتمبر 2011

شكرا احبائى فقد انتهى تنزيل ديوان زمان القمح واتمنى ان اتمكن من انزال ديوان اغنيات لامراة خاصة جدا قريبا
ثم ماذا وقد إنفضَّ السامر

جفاكَ الغيثُ..
وانطفأتْ على نارِ التَيبُّسِ ،
فى دواخِلِكَ النوازفِ ، أغنياتُ العشقِ ،
ماتَ اللحنُ ، وأنتحرَ الربابْ .
الآنَ روضُكَ جفَّ ناضرُه ،
وأرتحلَ الفراشُ إلى جحيمِ الموتِ ،
بينَ أزِقَةِ الأسفِ العقيمِ ،
ومدرجاتِ الشَّكِ ، فى المدنِ اليبابْ .
ومضى الصحابْ .
وأنفضَّ سامرُ من تُحبُّ ،
ونامَ كونُكَ فى الظلامِ ،
وانْمَحى من كأسِ عشقكَ ،
ماتبقى من حُبابْ .
صرختْ كمنجاتُ الأسى أسفاً ،
تَقَطَّعَ نبضُ صادحها ،
وناحَ عليكَ فوقَ الربعِ ،
بالبينِ الغرابْ .
هـا قدْ كساكَ الصمتُ ،
حُلّة إكتئابْ .
ماذا تبقى الآنَ بين يديكَ ،
غيرَ الجرحِ ينزفُ ، والصعابْ ؟ .
ماذا تبقى الآنَ ؟ غيرَ الحزنِ فيكَ ،
وأنتَ بينَ الوهمِ محبوسُُ ،
ومصلوبُُ على جِزْعِ التوجُسِ ،
لا فكاكَ الآنَ من فَكِ العذابْ .
تُلقى بكَ الأيامُ للأوهامِ ،
تسْرِجُ جامحاً للريحِ ،
والسفرِ السرابْ .
كمْ كانَ شَدْوُكَ مفْعماً بالحزنِ ،
ممزوجاً بلونِ الصدقِ ،
والفرحِ المذابْ .
فاقَ الأسى قدرَ النصابْ .
والروحُ ترزحُ فى ضجيجِ الإغترابْ .
ماذا يقولُ الناسُ عنكَ ؟
وكُنتَ أوَّلُ من يُغنى الحرفَ ،
مشدوداً على وترِ التصالُحِ ،
صادحاً للناسِ بالنغمِ العُجابْ .
والآنَ وحْدك فى الطريقِ القفرِ ،
مُنْتصِباً على وترِ إنْدهاشِكَ ،
مُرغماً تبقى ،
وقدْ هجرَ الديارَ رفاقُ دربكَ ،
والصِحابْ .
****
كريمة/ 28/6/199
إيزيس والبحر( 2 )

يزرعون الآنَ فى أرضى العدمْ
يَنْبُتُ الإحباطُ والموتُ البطىءْ .
أيناكِ يا إيزيسُ ..؟
بحَّ الصوتُ ،
وأرتدَّ الصدى عدماً ،
ولا شىءَ يجىءْ .
أيناكِ والليلُ المضىءْ ؟ .
هل كُنتِ تنتظرينَ بعثَ الوعدِ ،
فى الزمنِ الردىءْ ؟ .
أيناكِ يا إيزيسُ ؟
وحدى قابعُُ ،
قلقُُ على بعضى ،
يُزَاحمُنى على دربِ الوصولِ إليكِ ،
قملُ الفقرِ ،
والموتِ الحصارْ .
أينَ الذينَ أُحِبُّهمْ ..؟
أينَ الذين تساقطوا ..
من بعدِ ذاكَ الإنهيارْ ؟ .
أيناكِ والبحرُ القرارْ ؟ .
كمْ تُرْهِقينَ الآن شهوةَ ،
ما بداخِلنا إنبهارْ .
إنِّى أراكِ على حقولِ القمحِ ،
بارقةَ انتظارْ .
هل تفتحينَ إلى الرؤى ،
والحلم ،
فى قلبى مسارْ ؟ .
الآن يُدْرِكُنا النهارْ .
مُدِّى إلىَّ معابرَ التسفارِ ،
وأنطلقى ،
نُغَنِى للصباحِ الوعدِ ،
والمدنِ البريقْ .
الآن بحْرُكِ مزبدُُ ،
ويضِجُّ ما تحتَ العميقْ .
وأنا على شجنٍ ،
يُزاحمُنى المدى شوقاً ،
ويملؤنى التواصلُ ممكناً ،
فيثورُ فىِّ البوحُ ،
أحتضنُ إنصهارَ الموتِ ،
فى نبضى ،
وأشْعِله الطريقْ .
فدعى السفائنَ للعبابِ ،
البحرُ يحملُنى ،
ويُطلقُ ضفتيهِ على مروجِ البوحِ ،
أصرخُ بالذى عندى ،
بوجهِ الريحِ ،
والموجُ المسافرُ ،
مُبْحِراً ،
وأصيحُ يا إيزيسُ ،
يا إيزيسُ ..
يا مسكونةً بالبحرِ ،
كان الحرفُ ،
كان الوعدُ صدقاً ،
آنَ ينطفىء الحريقْ .
****
كريمة 28/4/1994


إيزيس والبحر ( 1 )

إيزيسُ يامسومةً بالدفءِ ،
يا مملوءَةَ الكفّينِ وعداً ،
وخُصوبهْ .
يا ممزوجةً بالأرضِ ،
فى بحرى ونبضى ،
منكِ كان الحرفُ وصلاً ،
حينما كنتُ أغنى ،
صادحاً بالشوقِ ،
مغروساً بعمقِ توهجى ألقاً ،
على طينِ النداءِ البكرِ ،
للأرضِ الحبيبهْ .
كان حرفُ البوحِ طوعى ،
كانَ شدوى عاطراً ،
كانَ مملوءاً عذوبهْ .
كانَ فى روحى نشيدُُ صاخِبُُ ،
كانَ صوتُ الدنِّ مُبْتَلاً ،
بدفءِ الوصلِ ،
واللغةِ الخصيبهْ .
أنتِ لى ،
والبحرُ لى ،
والآنَ كم لغتى جديبهْ .
حرفُُ يُنَازِعُنى الوراءَ ،
يشُدُّنى للعمقِ هاويةً ،
على جمرٍ ،
وأنتِ على شَفَا نبضى،
طبولُُ صارخاتُ الوعدِ ،
تقرعُ صمتَ داخلتى ،
تُفجرنى نشيداً ،
أزدرى لغتى ،
وتفْجَعُنى المصيبهْ .
مالها باتتْ سدودُ الصمتِ ،
تحْصِرُنى ..
وتخنقُ داخلى لحنى ،
تُحاصِرُنى فقاقيعُ الأسى قسراً ،
وتبدو الأغنياتُ البكرُ ،
باهتةً كئيبهْ .
باتتْ تصُكُ مسامعى دوماً ،
أناشيدُ الردى ،
تغتالُنى أسفاً ،
حروفُ العُهْرِ ،
والخطبِ المليئةِ بالفراغ ،
الزيفِ ،
واللغةِ الخئيبهْ .
يا تُرى قدْ كُنْتُ وَحْدِى ،
حينَ باعتنى الليالى للمنافى ،
أسكَتَتْ عندى طبولَ الحرفِ ،
صاغتنى بليداً ،
سَرَّبَتْ لحنَ النشيدِ المُرِّ ،
من رئتى ،
والهتنى المصابيحُ الكذوبهْ .
إيزيسُ ..
يا محبوبةً تبغى غنائى ،
تكتبُ الأحرفَ لى ،
تُرسلُ الأشواقَ لحناً وخصوبهْ .
الآنَ تسْكُنُنى الرطوبهْ .
تتفلتُ الكلماتُ من بينى ،
وتعتادُ التسكعَ بينَ أرصفةِ التساؤلِ ،
والإجاباتِ الرتيبهْ .
إيزيسُ هذا البحرُ منكِ ،
وأنتِ من جسدِ الصلابةِ ،
تخرجينَ إلىَّ ترياقاً ،
وَتَنْسَرِبينَ فى روحى ،
بشاراتٍ لدربِ الخيرِ ،
تَنْتشرينَ دفئاً وعذوبهْ .
****
كريمة
2/2/1994
الإنعتاق وإشكالية التناقض

.. أسْتريحُ الآنَ من هذا التعبْ .
فَلْتَعْطِنى حُزنى وإذنَكَ بالخروجْ .
وأفتحْ عيون البحر شباكاً ،
أطِلُّ على المروجْ .
إنِّى إقتلعتُ جذورَ وهْمِكَ ،
من دمى ،
وبدأتُ خطوَ الوعدِ ،
من ذاكَ المصَبْ .
أستريحُ الآن من هذا التعبْ .
أنتَ الذى أغلقتَ دائرةَ التحاورِ بيننا ،
وقطعْتَ وصلَ القول ،
ِ بالصمتِ العنادْ .
كان التحاورُ بيننا لُغةً ،
تُفَجِّرُ وعدَ روحينا ،
تُناغمُ بينَ قوْلينا ،
فينْطَلِقُ التوحدُ ،
يَنْمَحى هذا التضادْ .
كانَ التواصلُ مُرتجىً ،
والحلمُ أن نبقى ،
ونقتسمُ الأمانى المُمْكِنهْ .
لكنه يا أنتَ غدرَ الأزمنه .
جفَّتْ رياحينُ الشذى عندى ،
وتواقُُ أنا للنيلِ ، والصحراءِ ،
كلّ الأمْكِنَهْ .
هذا الذى لكَ لا يضيرُ دواخلى ،
نحو إمتزاجكَ فى دمى ،
نحو إنتمائكَ للذى عندى ،
وأنتَ الضِّد فى بدئى ،
وضدُ الريحِ ،
بلْ مُتقوقعُُ فى أُطْرِ ذاتِكَ ،
ساكنُُ ،
والكلُّ فى مدِّ إحتدامِ الوعدِ ،
والسفرِ الولوجْ .
هـا فأعطنى حزنى ،
وإذنكَ بالخروجْ .
عَلِّى أُساوم فيكَ ليلَ الوجْدِ ،
يَقْرِضُنى حنيناً ،
أفتدى نفسى ،
أفُكُّ القيدَ ،
ينهارُ الجدارْ .
مالى أراك الآنَ تنصُبُ ،
للجنونِ ، الخسْرِ ، للموتى ،
تماثيلُ إنتصار .
هذى الدُمى كانتْ تُحَرِكُها ،
أصابعُ مُبْغِضيكَ ،
وأنتَ آخرُ من يدورُ على المدارْ .
كان الحصارْ .
آهٍ ..
متى ينْفَكُ أسرُكَ ،
من رتابة ما عليكَ ،
وتستفيقْ ؟ .
يا أيها المسكونُ بالإرثِ الخرافى ،
إنتفضْ ،
إخْلعْ قميصَ الوهمِ ،
وأخرجْ لابساً ثوبَ التسامحِ ،
وأحترامُ العقلِ ،
ضدَّ تحجّرِ التفكيرِ ،
فى زمنِ إنفلاتِ الفكرِ ،
من قيدِ الوعودِ الكاذباتِ ،
مع البريقْ .
قدْ أشتهيكَ ،
وأنتَ خارجُ سجنِ صمتِكَ ،
وإنغلاق الذاتِ ،
منحازاً إلى الفقراءِ ، والأطفالِ
بل متحرر من أسرِ تفكيرٍ ،
أُحادىِّ الطريقْ .
فمتى تفيقْ ؟ .
كىْ تمنحَ العقلَ النقىَّ ،
مشارباً للوعى ،
تُدْرِكُ أنَّ هذا العشقَ ،
عشقُ الأرضِ ، والإنسانِ ،
فى الزمنِ الحريقْ .
ومتى تُرى ..
ينْفَكُ أسرُكَ من قيودِ الوهمِ ؟
تفتحُ للوعودِ الخيرِ ،
دربَ تواصلٍ أسمى ،
وتمنحُنى تفاؤلَ سكةِ التغييرِ ،
للمدُنِ التى أشتاقها وعداً ،
وباباً للعروجْ .
فلْتَعْطِنِى حُزنى ،
وإذنكَ بالخروجْ .
وأفتحْ عيونَ البحرِ شباكاً ،
أطلُّ على المروجْ .
إنِّى إقتلعتُ جذورَ وهمكَ ،
من دمى ،
وبدأتُ خطوَ الوعدِ ،
من ذاك المصبْ .
هـا .. أستريحُ الآنَ من هذا التعبْ .
****
الخرطوم16/12/1989
إذنْ هكذا المسألة

علمتنى النهاياتُ ،
أنَّ كلَّ البداياتِ يصبَحْنَ صِفْراً ،
ويسْقُطْنَ ،
حينَ يكونُ الحديثُ ،
عن المرحلهْ .
وأنتِ ككلِ الذينَ أتونى عُبوراً ،
وشدّوا الخيولَ بعيداً .. بعيداً ،
إلى رحلةٍ مقْبلهْ .
إذنْ هكذا المسألهْ .
تفِرُ العصافيرُ من بينَ أذْرُعِنا ،
والفراشاتُ تمضى بأحلامنا ،
تسقطُ السنبلهْ .
ويبقى التَحَسُّرُ للصامتينَ ،
وجوعُ الكلامِ ،
وللحلمِ المشتهى ،
والرؤى ،
تُنْصَبُ المقْصلهْ .
.. هكذا المسأله .
****
الخرطوم
11/12/1989
توقيعات عاجلة قبل الدخول إلى زمان القمح

( 1 )
تَسْكُنُنى الانَ ملامِحُكَ ،
ولأنى أعرفُ أسرارَ الخَصْبِ ،
أزرعُكَ حقولاً فى نبضى ،
ونشيداً للوطنِ الصحوِ .
( 2 )
إفْتَحْ للوعدِ ذراعيكَ ،
وطنى يحتاجُ نشيداً للفرحِ ،
وأنا مملوءُُ بالفقرِ المترفْ ،
أشواقى للوطنِ الملجأْ .
( 3 )
شُباكُ القمحِ على عينيكَ ،
يمُدُّ القامةَ نحوى ،
يكتُبُ عنكَ السفرَ الأولِ ،
فى التأريخِ ،
فيبدأُ منكَ تواصلُ هذا العشقِ ،
وينبضُ فيكَ الزمنُ الأوحدْ .
( 4 )
يلبسُ هذا النهرُ رداءَ النارِ ،
يَحِلُّ إزارَ الصمتِ القابعِ فيكَ ،
فينطُقُ نجمُكَ ،
أنكَ وعدَ الشمسِ ،
وأنَّ القمحَ غناءُ الساعةِ .
(5 )
قلْ لى ..
ما الذى فيكَ ،
وبعضُ التفاصيلِ ،
أو بعضُ بعضِ التفاصيلِ ،
إنِّى مللتُ المرايا ،
فأنتَ كبعضى ،
فكيفَ التوحُدُ ؟
دَعْنى أحاولُ ..
دَعْنى ،
(6 )
بينَ كفيكَ والإندهاشةِ والصمتِ ،
كان الحضورُ ،
الغيابُ ،
وكان إشتهاءُ القرنْفَلِ للموتِ عمداً ،
وكان إنتحارُ الفراشِ بنارِ المجوسْ
( 7 )
أأيتها الأعينُ المانحهْ .
فى ليلةِ البارحهْ .
كان شدوُ العصافيرِ مُحْتَدِماً ،
يستميلُ النشيد ،
وقدْ عاودته الأعاصيرُ ،
والريحُ ،
والرغبةُ الجامحهْ .
وغدتْ تتمطى الأغانى ،
بصدرِ المسافةِ ،
بينَ اللهاةِ وحلقِ الحروفِ ،
تُرتلُ أحرفَها صادحهْ .
أأيتها الأعينُ المانحهْ .
لكِ الشوقُ ،
والوعدُ ،
والأحرفُ المادحهْ .
****
الخرطوم
6/11/1989





المعراجُ الأول إلى زمان القمح

جِـئْـنَـا ..
وكان يشُدُّنا شىُُ تسرّبَ بيننا ،
خَدَرُُ من البوحِ الشفيفِ ،
يدُبُّ فى المهجِ إشتهاءْ .
كُـنَا ..
وكان النهرُ يخلعُ شاطِئَيه ،
على ضفافِكَ ،
يرتدى ثوبَ التوضوءِ للمجىءِ ،
وقدْ تعرّتْ نجمةُ الإفصاحِ تَفْضَحُنى ،
وتبتدرُ الغناءْ .
غنيتُ يا وهَجَ التمازجِ ،
منْ ضياءِ الشعرِ ،
نأخُذُ بعضَ مانبغى ،
ونلتحِفُ البنفسجَ ،
قمحَ حاضرِكَ الندىِّ ،
دثارَ غايتنا ،
وثوبَ غنائِكَ الأبدىُّ ،
من سعفِ المودةِ كبرياءْ .
أنْجَبْتَ يا وعدَ الزمانِ القمحِ ،
برقاً ،
ثمَ عافيةً ،
تَشُدُّ الآن ناصيةَ النشيدِ الصدقِ ،
نحو الشمسِ ،
والفرحِ ،
الرجاءْ .
الآنَ قدْ فُتِقَتْ مداخلُ ،
زنبقاتِ الوجْدِ ،
حينَ تداخلتْ لغةُ التحاورِ بيـننا ،
وتكوّرتْ فى منطقِ التأصيلِ ،
بعضاً من حروفِ الوعدِ ،
والطهرِ ،
النقاءْ .
قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
أو كلما عاندتُ فيكَ تلهُفِى ،
القاكَ فى عصبى ،
وبينَ مزارعِ الشمس ،
الموزّعَةِ الشعاعِ ،
على دروبِ الروحِ ،
تملؤُنى ،
وتُشْعِلُ بينَ جنبىَّ إنتماءَكَ ،
تستقيمُ نضارةً ،
ألقاً ،
على جوفِ التواصلِ ،
تمطى خيلى ،
تغوصُ دواخلى ،
وتجولُ فىَّ كما تشاءْ .
قدْ جادلتنى الريحُ فى هذا المساءْ .
فصرختُ يـا .
أنتَ الذى أشْعَلْتَنى ،
ومنحتنى بعضَ الذى لكَ من ضياءْ .
هَـا أنتَ تنبُضُ تحتَ جلْدِ .
مفازةِ الأشواقِ فى روحى ،
وتسكنُ فى عظامِ دواخلى وهجاً ،
توزّعُ فى شراينِ الشجى ،
حُمّى إحتقانِكَ فى دَمى ،
تنسابُ بينَ مفاصلى ،
صِدْقاً لوعْدٍ وأنتماءْ .
الآنَ تُورِقُ فى جبينِكَ ،
سنبلاتُ القمحِ ،
تُزْهِرُ سوسناتُ العشقِ ،
يَنْهَضُ فيكَ بحرُُ من عطاءْ .
****
الخرطوم
12/10/1989



أحِبُّكَ .. لكننى أسَعُ الجميع

أنا لا أبوحُ بما لدىَّ ،
وأنتَ تدرى بالذى عندى ،
- أحبُّكَ مفْرداً –
لكننى أسَعُ الجميعْ .
صِدْقاً أحِبُّكَ .. موكباً للنورِ ،
أطفالاً ببحرِ الليلِ ،
تواقينَ للصبحِ الذى يأتى ،
على رمضاءِ هذا العصرِ ،
يزْرعُ صخرها مُدُناً ،
بحجمِ الضوءِ فى نفسى ،
وأفكاراً بلونِ تطلُعى للحلمِ ،
للغدِ ..
للصباح الغضِ ،
يا مسكونُ بالآتينَ عبَر الحرفِ ،
للمُدنِ السلامْ .
مأهولةُُ بِكَ يا رفيقَ العمرِ ،
كلَّ دواخلى ،
لكننى أهواكَ كيفَ تكونُ ،
- مثلُ الناسِ –
فى نبضى إحتدامُكَ ،
وأحتدامُ الشارعِ المسكونِ بالثوراتِ ،
والحلمِ البهىِّ ،
الآن يملؤُنى هُتافُكَ ،
والمواكبُ تَنْتَظِرُنا ،
والشوارعُ فى إزدحامْ .
بينى وبينُكَ وَثْبةُ الحقِ ،
إشتهاءُ الشمس ،
حَدُّ السيفِ ،
صدقُ الحرفِ ،
والوعْدُ إحترامْ .
مالى أراكَ الآنَ مندهشاً ،
لهذا القولِ .. ؟
تَنْظُرُنى ..!!!
كأنكَ ما عَهِدتَ محبتى لكَ ،
والذينَ أحبّهمْ ،
إنّى على وترِ إندهاشكَ ،
قدْ نصبتُ هتافَ من أهوى ،
نشيداً للغدِ المرجُوِ ،
أغنيةً لبعضِ تطلعى للحلمِ ،
والشرفِ الكلامْ .
إنِّى إدّخَرتُكَ لليالى القادماتِ ،
تَمُدُّنى بالحبِ ،
والصدقِ الذى أُعطيهِ للأطفالِ ،
أغنيةً ،
وفألاً للغدِ الآتى ،
وتزْرعُنى محبتَكَ إحتراماً ،
فى دروبِ الكادحينَ ،
وللذينَ ينوشُهمْ غَدْرَ الزمانِ ،
جسارةً ،
لأكونَ دِرعَكَ ضِدَّ وَهْمِ القهرِ ،
واللغةِ الخسيسةِ ،
شهوةَ الحكامِ ،
تملؤُنى إخضراراً ،
مبدعاً تبنى المدائنَ للسلامِ ،
ومسرحاً للحبِ ،
فى الوطنِ الوئامْ .
إفْتَحْ بداخِلِكَ النوافذَ ،
كى أطلَ علىَّ منكَ ،
على المدى نورُُ ،
بقدرِ الحاجةِ الأولى ،
لرسمِ الخرطةِ الكبرى ،
وأغرسُ خطوتى الأُخرى ،
بعمق الأرضِ ،
أزرعُكَ إمتداداً للنشيدِ ،
فإننى متوازنُُ جداً ،
وأنتَ الآنَ تملؤُنى ،
وتزحمُ روحىَ الولْهَى ،
وتمتدُ إختصاراً للزمان الفجِ ،
تمنحُنى الضياءَ ، الوعدَ ،
للآتينَ عبرَ الليلِ ،
يُثقِلُ خطوَهمْ هَمْسُ التخاذلِ ،
والظلامْ .
والآنَ يا مسكونُ ..
بالعشقِ الموشّحِ ،
بالعنادِ ، الصبرِ ،
فى هذا الزمانِ المرِّ ،
تُلهِمُنى المواسمُ بالمجىءِ الوعدِ ،
نحو الشمسِ ،
تفْجَعُنى القوافى العاهراتُ ،
أمُدُّ ساعتها نشيد هواكَ ،
فى رئتىَّ ،
تملؤُنى الأمانى الزاهياتُ ،
وتحتوينى الأغنياتُ البشْرُ ،
إشراقاً أمُدُّ الأرضَ ،
درباً للمواسمِ ،
منكَ ينطلقُ الغناءُ الحرُ ،
والحرفُ الصدامْ .
****
الخرطوم
3/3/1989
الشدو الأول لسفرِ الحرب والسلام *

يا أيها الإنسانُ إنكَ كادحُُ ..
ستظلُ تركضُ خلفَ وهمِ الغيبِ ،
تؤمنُ بإنبثاقِ الفجرِ ،
والحُلمُ الحبيسُ يطلُّ ،
يملأُ هذه الدنيا إفتتاناً بالعدالةِ ،
والتسامحِ ،
والحياةِ الرغْدِ ،
والعَيِّشِ الطهورْ .
لكنه الوعدُِ الكذوبْ .
ستظلُّ تحلمُ بالخلاصِ ،
على يَدِ النخاس ،
تحلمُ بإنعتاقِكَ من إسار الفقرِ ،
لكن ..
تزدريكَ مواكبُ الجهلاءِ ،
ضِدَّ السِلمِ ،
والأطفالِ ،
يملؤكَ الأسى أسفاً ،
فيرْتَجُّ المدى خوفاً ،
ويفْجَعُكَ الزمانُ الوغْدُ ،
واللغةُ المُخَنثَةُ ،
الكلامُ الفَجُّ ،
والحرفُ العهورْ .
يا أيها الإنسانُ فى الوطنِ الصبورْ .
يا أيها الإنسانُ فى الوطنِ المُضَيَّعِ ..
بالكلامِ العذبِ ،
والخُطبِ النديِّـةِ ،
مستباحُُ أنتَ فى الوطنِ الحروبْ .
آهٍ سَتَخْزِلُكَ الدروبْ .
فالأرضُ بالأوغادِ تزخرُ والخطوبْ .
رهْطُُ من الهوسِ العنيدِ ،
يُدَبِجونَ خطابَهمْ للحربِ ،
والسلطانُ ، والدجالُ ،
قدْ ناموا على خَدَرِ الحريرْ .
يا كمْ تُرى ..؟
قتلوا بحلو القولِ أحلاماً ،
وباعوا الفسقََ ..
فى سوقِ الوعودِ الكاذباتِ ..
وقتّلوا سِرْبَ الحمامْ .
يا أيها الوطنُ السلام .
تُبّاً لهمْ .
والمترفونَ ، المتْخَنونَ ،
يُمنْطِقونَ القولَ للمأفونِ ،
والسلطانُ يملؤُه الغرورْ .
والحربُ ساقيةُُ تدورْ .
تُبّاً له..
تُبّاً لها ..
تُبّاً لمنْ ماتتْ ضمائرُهمْ ،
على فخذ الندى الممزوجِ ..
بالعفنِ الصديدْ ..
يا ليتهمْ أوفوا النذورْ .
همْ أغنياءُ الحربِ ،
يكتنزونَ مال الخُسْرِ ،
تمتلىءُ البطونَ مخاذلاً ،
وَبِحَقِنا تعلو القصورْ .
يا عُهْرَهمْ ..
قدْ كان من عرقِ العراةِ ،
الكادحينَ على الرصيفِ ،
ومن دماءِ الأبرياءِ ،
وبرتقالِ الخوفِ ،
من لُعبِ الصغارِ ،
واللبنِ الحليبْ .
يا عُهْرَهمْ ..
سرقوا فُتاتَ موائدِ البسطاءِ ،
وأكْتتبوا على صحفِ الخطيئةِ ،
عار فتواهم ،
ليخفوا وَصْمةَ التبريرِ للحربِ الفجورْ .
يا أيها الإنسانُ ..
إنّكَ والخلاصُ على شَفَا فجرٍ ،
وصبحٍ قادمٍ ،
فأطْلِقْ عنانَ هتافِكَ الصداحُ ،
غرّدْ للصباحِ الوعدِ ،
والفجرِ الحضورْ .
فالشمسُ تُشْرِقُ فى الجنوبْ .
والسنبلاتُ الزاهياتُ ..
على ضفافِ النيلِ تنمو ،
والسلامُ البكرُ ،
يسقيهِ الندى الدفاقُ ،
من شلالِ نورْ .
يا أيها الإنسانُ إنّكَ كادحُُ ،
ستظلُ تَنْبُذها الحروبْ .
****
الخرطوم
3/12/1988
* جريدة الشماسه 29/12/1988

جَدَليةُ السقوطِ والإتزان *

ستعْرِفُ أنّكَ يوماً ،
كنتَ تخونُ الشمسَ ،
وتخْلَعُ عنكَ وقارَ الضوءِ ،
وتلبسُ خَدَرالحلمَ الخائبِ ،
تأكلُ عُشبَ الوعدِ اليابسِ ،
تثقُبُ عينَ الصدقِ ،
لِتُجْهِضَ حُلمَ الدربِ المُفْضى للإشراقِ .
تنامُ .. تنامُ ..
كأنّكَ سيدَ هذا العصرِ ،
القابضِ فجرَ الحُلْمِ .
وتجْهَلُ أنكَ تجْهَلُ ..
أنّ الوعدَ سيأتى فجراً ،
يملأُ هذا البوْنَ ضياء ْ .
ينهضُ فينا الحُلمَ القابعَ ،
فى أحشاءِ الزمنِ الخائفِ منكَ ،
وكنتَ قديماً ،
غُدْوَةَ هذا البلدِ الطيّبِ ،
والفقراءْ .
وكنتَ قديماً ،
تلعقُ طعمَ الصبرِ المالحِ ،
تعرفُ جداً ..
أنَّ شموسَ البغى ،
ستطْفِىءُ كلَ نجومِ الوعدِ ،
وتبقى وحدكَ ،
عِنّدكَ كلَّ الحقِ ،
ولا يأتيكَ الباطلُ بينَ يديكَ ،
تَمُدُّ الناسَ بملحِ الأرضِ ،
رغيفَ الصبرِ ،
ولا يأتوكَ رجالاً إلا عبرَ الشارعِ ،
تزحفُ ..
تزحفُ ،
نحو الحقِ ،
لتعبُرَ كلَ جنائز هذا الوهمِ الخاسر ،
تطفو فوقَ البحرِ المزبد بالأنجاسِ ،
وتعلو فينا ،
فوقَ النجمِ ،
ولكنْ أصْدِقْ ،
أنتَ الآنَ أسيرَ النشوةِ ،
تجهلُ حتى إسمِ الناسِ المهزومينَ ،
ترومُ القصرَ ،
تعاقرُ خمرَ الحسرةِ فى الإصباحِ ،
وتهرُبُ ،
حتى جِلدِكَ عنكَ طليقُُ،
ليسَ لديّكَ .
تنامُ الليلَ على الإسفنجِ ،
وتُرهِقَ صبحَ النصرِ ،
وغيّرَكَ كان يضاجعُ قَملَ الفقرِ .
لأنكَ أنتَ وحيدُُ آخر صفٍ ،
حُلْمكَ تنزعُ منْ سلطانِ البغى ،
دُخان الوعدِ .
****
الخرطوم
31/8/1988
* جريدة الوطن ، 27/12/1988

الغيابُ وصمتُ الكمنجةِ *

وجه الحبيبةِ غائبُُ ..
وأنا حضورُُ هَـا هُنا ،
أشْدو ،
أُذَوِّبُ مُرَّ أحزانى ،
وملحَ فجيعتى ،
صبراً على رئتىَّ ،
وأنتظرُ الخلاصَ على رصيفِ الوجدِ ،
وحدى .
كانتْ ..
ولكنْ أخْلفَتْ للبوحِ وَعْدِى .
كانتْ ..
وهذا القلبُ يحْضِنُ ما عليهِ ،
ويمتطى خيلَ التدافعِ نَحْوَهَا .
لكنها .
فَتَقَتْ جراحَ الأمسِ فى روحى ،
فصارَ النبضُ يلعقُ حنظلَ الترحالِ ..
فى جزرٍ ومدِ .
كمْ غائبٍ وجهُ الحبيبةِ ،
قاتمُُ لونُ الحقيقةِ ،
غائمُُ هذا المساءِ ،
وداخلى ما عادَ يحلمُ بالربيعِ منىً ،
وقدْ نامتْ على خَدَرِ الثلوجِ محبتى ،
ثمَ إمتطتْ وَمْضَ البريقِ تدافعاً ،
للبيّنِ ،
والجُرحِ القديمِ ،
وألفَ صَدِّ .
آهٍ بحجمِ فجيعتى لغتى ،
ووجه حبيبتى عنى يغيبُ ،
وَتَسْتَرِدُ بداخلى حُمّى الأسى ..
مدنُ التفاؤلِ ،
أشتهى فرحى ،
وما إنفَكّتْ صباباتى ،
برغمِ تخثُرِ الأشواقِ عندَ حبيبتى ثلجاً ،
تُجَادِلُنى ،
وتنخَرُ فى عظامِ الصبرِ فى روحى ،
وَتَدْفَعُنى لِلَحْدِى .
تبكى عيونُ الشمسِ تَرْمُقُنى ،
وأنْصُتُ للخطى تمشى ،
تَدُبُّ على جراحِ تَوَلُّهِى ،
أبكى،
وأعْرفُ أنَّ لى حزنى ،
وللمحبوبةِ الغجريةِ الأشواقُ ،
ليلُ الوجْدِ ،
والأحزانِ بعدى .
ولها إنصهارُ الحرفِ ،
فى زمنِ الفجيعةِ ،
والتوضوءُ بالسحابِ البكرِ ،
تَغْسِلُ ليلَهَا الباكى ،
وتنسانى ،
وتلفحُ بُردَةِ الإبعادِ ،
تَخْلَعُنى ،
وتنزَعُ فرحتى ،
وَلَهِى ،
وكلَ الشوقِ عندى .
ويكونُ لِى خمرُ التَمَزُقِ ،
وانكسارُ الدنِّ ،
طولُ الليلِ ،
صمتُ كمنجتى ،
وجعِى ،
ونجمُ تحرقى ،
وعذابُ سهدى .
ليلى توسدنى ،
وأغمضَ جَفْنُه الصاحى ،
إستطالَ توعُّداً ،
أسفاً ،
وأيقظَ فى مسارِ النبضِ فى ذاتى ،
صهيلَ تَفَرُدى شوقاً ،
وأبْحَرَ فى خِضَمِ الصدقِ فى جوفى ،
وزادَ لهيبَ وَجْدِى .
عفواً ..
أيا منْ أخْلَفَتْ للبوحِ وعْدى .
صِدْقَاً هواكِ الآنَ فى نبضى ..
تجاوزَ موعدَ الأمس الذى ولىَّ ،
تخطانى ،
وَشَيِّدَ للأسى صِرْحاً ،
تسربَ بينَ أحزانى ،
وأفلتَ من عقالِ الصدقِ ،
يا رَهَقى ..
متى ينْفَضُّ سامِرُنَا ..؟
متى ..؟
مُدِّى إحتراقِكِ فوقَ جرحى ،
وأملئى ليلى نشيجاً ،
ثمَ صُبِّى عُنوةً نهرَ إحتضارِكِ ،
فى دمى أسفاً ،
ودُقِّى آخرَ الأوتادِ ،
فى نعشِ إمتزاجِكِ ،
كىْ أراكِ وأنتِ ضدِّى
****
مدنى :24/7/1988
جريدة السبوع ، عدد السبت 21/1/1989
التوحُدُ أو اللا مرئىُّ بينى والحبيبة *

عفواً ..
سأكتبُ للذينَ أحِبُّهمْ حرفى،
وأغنيةُُ تجولُ بخاطرى زمناً،
وترفُضُ أنْ أبوحَ بما أُريدْ .
قدْ كان لحنُ الحرفِ فى نبضى رتيباً ،
ممعنناً فى الحزنِ ،
يأخُذُنى إلى زمنٍ صفيقِ البوحِ ،
يشرخُ لحنَ مزمارى ،
ويُبْقينى على وعدٍ عنيدْ .
والآنَ يا كلَ ألذينَ أحِبُّهمْ ..
حُبْلى بكمْ أرضى ،
وفى نبضى وليدْ .
شكراً لكمْ ..
جَزلٌ أنا ،
رغمَ الأسى متفائلُُ ،
وأشُدُّ خاصرةِ النشيدْ .
فالأغنياتُ بخاطرى لحنُُ شجىُُّ ،
صاخبُ الإيقاعِ ،
يملؤُه الحنينُ تشوقاً لتجاذبِ الأرواحِ ،
فى الزمنِ السعيدْ .
الآنَ يَحْضُرُنى النشيدْ .
وحبيبتى بينى ..
وحينَ رأيتُها ورداً على شُرَفِ المدائنِ ،
وأنْتماءً للهوى عندى ،
وبعضُ تواصلٍ صدقاً ،
تَقَمَّصَنى هوى روحى ،
على عصبى إستحالَ توجُعى لُغَةً ،
وعاودنى القصيدْ .
كانتْ ..
وحينَ رأيتُها شوقاً ،
بطولِ النيلِ فى وطنى ،
وحَجْمِ مواجعى ،
نامتْ دواليبُ الأسى ..
نامتْ ..
وباعتنى ليالى الحزنِ ،
للفرحِ الذى يشتاقُنى ..
عمراً جديدْ .
هَـا ..
فأسمعوا لحنى ..
وخاتمةَ النشيد .
كُنّا إنشطارُ خليةٍ ،
والكل فى دربٍ وحيدْ .
وعلى طريقِ الوعدِ فى دمِنا ،
التقينا ..
نطفتينِ ،
تمازجاً للروحِ ،
كمْ صاحتْ دواخِلُنا ،
التقينا ..
هَـا هُنا نحنُ التقينا ،
موعداً ،
فأستيّقظتْ لُغةُ التوحدِ ..
كُنْ ..
فكُنا عاشقينِ ،
وحبلُنا السرىُ ..
من هذا الوريدْ .
****
الخرطوم
13/4/1988
* جريدة الأسبوع ، عدد السبت 24/12/1988

أحِبُّكَ كنْ رفيقَ العمرِ *
إنى أحِبُّكَ ..
كنْ رفيقَ العمر ،
وأمنحْنى تلطفَ ساعديك ،
وبعضَ دفْئِك ،
فالصقيعُ بداخلى ،
ويلفُنى وجعُُ ،
وأعرفُ أنّ لى عمراً ،
وفى حدْسى قصيرْ .
يا أجملَ الأطفالِ فى نبضى ..
أحِبُّكَ مارداً ،
طفلاً ،
تُحاصِرُنى أناملُه ،
يَشُدُّ تَوَتُرى ،
شوقاً يجادلُنى ،
فأمنحه توهجَ روحىَ التعبىَ ،
وتواقاً يضىءُ لىَّ الطريقَ فأستنيرْ .
إنّى أحِبُّكَ صِدْقَ ما تدرى ..
ولكنى فقيرْ .
هذا الذى لكَ يا طويلَ العمرِ ..
يمنحُكِ النقاءَ ،
الطهرَ ،
يمنحُنى الأسى ،
وعداً أجيؤُكَ ..
والذى عندى بحجمِ الضوءِ عندَكَ ..
والمدى عشقى ،
وأنتَ تفاؤلنى ،
وعدى ،
وخاتمةُ المصيرْ .
أهواكَ قلْ لِى ..
ما الذى عندى أبادِلُكَ الحنانَ بِه ..؟
وأنتَ تفجُرى عشقاً ،
وتزرعُنى إشتياقاً ،
والأمانى ملءَ كفيّكَ إخضرارُُ ،
والمدى بحرُُ من الفرحِ ،
العطاءِ ،
الدفءِ ،
والغيثِ المطيرْ .
إنّى أحِبُّكَ يا نقىَ القلبِ ..
فأنزَعْ منْ على عصبى ..
قناعَ الدهشةِ الأولى ،
تَمَدَدْ فوقَ جرف الروحِ ،
إنّى أشتهيكَ تمازجاً ،
كيما أراكَ بداخلى ،
لحناً أغنيكَ إنطلاقاً للهوى ،
القاكَ فى رمقِى الأخيرْ .
يا منْ بعمقِ الروحِ أغرسُهُ ..
أحِبُّكَ للذينَ على الرصيفِ ،
إشارةً تبقى ،
وللأطفالِ أغنيةً أُغنيها ،
فهَـا هُمْ ينبشونَ الليلَ ،
بحثاً عنْ فتاتِ الصبرِ،
يقتاتونَ منْ عظمى ،
ومنْ وجعِ المسافةِ ،
يا فريدَ الصدقِ ..
أنتَ خلاصهمْ عندى ،
وداخِلُكَ الضميرْ .
إنّى أحبُّكِ كنْ رفيقَ العمرِ ..
كَىْ نهوى ،
نُغنى للمدائنِ بعضَ ما نرجوا ،
وشيئاً منْ تَجَارِبِنا ..
على هذا الطريقِ القفرِ ،
نقتسمُ المصاعبَ ،
والمباهجَ ،
والمصيرْ .
****
الخرطوم
30/1/1988
* جريدة الوطن ، الإثنين 28/1/1988
إطلالةٌ على زمان ِالقمح *

وحدى أُحَدّقُ فى الطريقْ .
يا موسمَ الإخصابِ أملأُنى فحولةَ ..
منتهى الإشراقِ ..
أملأُنى ..
سأدخلُ للمدائنِ عاشقاً ..
لأصبَ فى أحْشَائِها مطرَ التوحُدِ ..
ينبتُ الليلاكُ ..
والفرحُ البنفسجُ ..
والعقيقْ .
قلبى بما يحوى يضيقْ .
مُسْتأنساً بالحزنِ كنتُ ..
وكنتُ أعلمُ أننى صِفْرُ التواصلِ ..
لاهثُُ خلفَ الذى قدْ لا يجىءَ ..
ولا يكونُ ..
وآخرُ الآتينَ صدرَ الوعدِ ..
فى الزمنِ الحريقْ .
والآنَ يا مملوءةً بالوعدِ ..
والفرحِ الرفيقْ .
حتماً سينفتقُ المدى برقاً ..
وتحبلُ كلَّ أزمنةِ التواصلِ ..
موعداً لتلاقحِ الوهجِ المريحِ ..
معَ البريقْ .
هَـا ..
هَيِّى للقادمِ الموعودِ باللقيا ..
نسيجَ الروحِ مُتكأً ..
ومن زيتِ التحرقِ موقدين لَنَـا ..
ومن طيبِ التواصلِ نجمةً تأتى ..
وشيئاً من رحيقْ .
فالآنَ موسمُ مُلْتَقَاكِ تماسكاً ..
فَلْتَفْتحى للذاتِ نافذةً ..
تطلُ على زمانِ القمحِ فى عينيكِ ..
نافذتينِ من بَوْحِى ..
وعشقِ الروحِ ..
وأنتَظرى على وعدِ الطريقْ .
فغداً أجيؤُكِ باذلاً شوقى ..
وعاريةُُُ ُ حروفَ العشقِ فى نبضى ..
ونازفةُُ ُ تجاويفى ..
تجاعيدى على وجهى سَتَفْضَحُنى ..
أريحينى على وعدِ ..
فقلبى مُتْعَبُُ بالصَدِ ..
والعشمِ الغريقْ .
مُدِّى ظلالَ العشقِ ..
وأمْتَزِجى بداخلتى ..
وغَنينى إشتياقاً ..
فالذى بينى وبينَكِ قادمُُ ..
والروحُ فى ألقٍ طليقْ .
ثمّ أنثُرينى فى ذراكِ تفرداً ..
ولْتَدْخُلينى مثلَ ما تبغينَ ..
يا محبوبةً ..
بعضى يشُدُّ البعضَ منكِ تواصلاً ..
ويَشُدُنى بعضَ الذى لكِ ..
لا أفيقْ .
يا أنتِ يا مملوءةً بالوعدِ ..
والفرحِ العميقْ .
مُدِّى إلىَّ الشوقَ بحرُ تواصُلٍ ..
كيما نكونَ تماسكاً ..
وعداً ..
على صِدْقِ الطريقْ .
****
الخرطوم
5/12/1987
* جريدة الأسبوع 7/4/1988