الخميس، 1 سبتمبر 2011

جَدَليةُ السقوطِ والإتزان *

ستعْرِفُ أنّكَ يوماً ،
كنتَ تخونُ الشمسَ ،
وتخْلَعُ عنكَ وقارَ الضوءِ ،
وتلبسُ خَدَرالحلمَ الخائبِ ،
تأكلُ عُشبَ الوعدِ اليابسِ ،
تثقُبُ عينَ الصدقِ ،
لِتُجْهِضَ حُلمَ الدربِ المُفْضى للإشراقِ .
تنامُ .. تنامُ ..
كأنّكَ سيدَ هذا العصرِ ،
القابضِ فجرَ الحُلْمِ .
وتجْهَلُ أنكَ تجْهَلُ ..
أنّ الوعدَ سيأتى فجراً ،
يملأُ هذا البوْنَ ضياء ْ .
ينهضُ فينا الحُلمَ القابعَ ،
فى أحشاءِ الزمنِ الخائفِ منكَ ،
وكنتَ قديماً ،
غُدْوَةَ هذا البلدِ الطيّبِ ،
والفقراءْ .
وكنتَ قديماً ،
تلعقُ طعمَ الصبرِ المالحِ ،
تعرفُ جداً ..
أنَّ شموسَ البغى ،
ستطْفِىءُ كلَ نجومِ الوعدِ ،
وتبقى وحدكَ ،
عِنّدكَ كلَّ الحقِ ،
ولا يأتيكَ الباطلُ بينَ يديكَ ،
تَمُدُّ الناسَ بملحِ الأرضِ ،
رغيفَ الصبرِ ،
ولا يأتوكَ رجالاً إلا عبرَ الشارعِ ،
تزحفُ ..
تزحفُ ،
نحو الحقِ ،
لتعبُرَ كلَ جنائز هذا الوهمِ الخاسر ،
تطفو فوقَ البحرِ المزبد بالأنجاسِ ،
وتعلو فينا ،
فوقَ النجمِ ،
ولكنْ أصْدِقْ ،
أنتَ الآنَ أسيرَ النشوةِ ،
تجهلُ حتى إسمِ الناسِ المهزومينَ ،
ترومُ القصرَ ،
تعاقرُ خمرَ الحسرةِ فى الإصباحِ ،
وتهرُبُ ،
حتى جِلدِكَ عنكَ طليقُُ،
ليسَ لديّكَ .
تنامُ الليلَ على الإسفنجِ ،
وتُرهِقَ صبحَ النصرِ ،
وغيّرَكَ كان يضاجعُ قَملَ الفقرِ .
لأنكَ أنتَ وحيدُُ آخر صفٍ ،
حُلْمكَ تنزعُ منْ سلطانِ البغى ،
دُخان الوعدِ .
****
الخرطوم
31/8/1988
* جريدة الوطن ، 27/12/1988

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق