الخميس، 1 سبتمبر 2011

الغيابُ وصمتُ الكمنجةِ *

وجه الحبيبةِ غائبُُ ..
وأنا حضورُُ هَـا هُنا ،
أشْدو ،
أُذَوِّبُ مُرَّ أحزانى ،
وملحَ فجيعتى ،
صبراً على رئتىَّ ،
وأنتظرُ الخلاصَ على رصيفِ الوجدِ ،
وحدى .
كانتْ ..
ولكنْ أخْلفَتْ للبوحِ وَعْدِى .
كانتْ ..
وهذا القلبُ يحْضِنُ ما عليهِ ،
ويمتطى خيلَ التدافعِ نَحْوَهَا .
لكنها .
فَتَقَتْ جراحَ الأمسِ فى روحى ،
فصارَ النبضُ يلعقُ حنظلَ الترحالِ ..
فى جزرٍ ومدِ .
كمْ غائبٍ وجهُ الحبيبةِ ،
قاتمُُ لونُ الحقيقةِ ،
غائمُُ هذا المساءِ ،
وداخلى ما عادَ يحلمُ بالربيعِ منىً ،
وقدْ نامتْ على خَدَرِ الثلوجِ محبتى ،
ثمَ إمتطتْ وَمْضَ البريقِ تدافعاً ،
للبيّنِ ،
والجُرحِ القديمِ ،
وألفَ صَدِّ .
آهٍ بحجمِ فجيعتى لغتى ،
ووجه حبيبتى عنى يغيبُ ،
وَتَسْتَرِدُ بداخلى حُمّى الأسى ..
مدنُ التفاؤلِ ،
أشتهى فرحى ،
وما إنفَكّتْ صباباتى ،
برغمِ تخثُرِ الأشواقِ عندَ حبيبتى ثلجاً ،
تُجَادِلُنى ،
وتنخَرُ فى عظامِ الصبرِ فى روحى ،
وَتَدْفَعُنى لِلَحْدِى .
تبكى عيونُ الشمسِ تَرْمُقُنى ،
وأنْصُتُ للخطى تمشى ،
تَدُبُّ على جراحِ تَوَلُّهِى ،
أبكى،
وأعْرفُ أنَّ لى حزنى ،
وللمحبوبةِ الغجريةِ الأشواقُ ،
ليلُ الوجْدِ ،
والأحزانِ بعدى .
ولها إنصهارُ الحرفِ ،
فى زمنِ الفجيعةِ ،
والتوضوءُ بالسحابِ البكرِ ،
تَغْسِلُ ليلَهَا الباكى ،
وتنسانى ،
وتلفحُ بُردَةِ الإبعادِ ،
تَخْلَعُنى ،
وتنزَعُ فرحتى ،
وَلَهِى ،
وكلَ الشوقِ عندى .
ويكونُ لِى خمرُ التَمَزُقِ ،
وانكسارُ الدنِّ ،
طولُ الليلِ ،
صمتُ كمنجتى ،
وجعِى ،
ونجمُ تحرقى ،
وعذابُ سهدى .
ليلى توسدنى ،
وأغمضَ جَفْنُه الصاحى ،
إستطالَ توعُّداً ،
أسفاً ،
وأيقظَ فى مسارِ النبضِ فى ذاتى ،
صهيلَ تَفَرُدى شوقاً ،
وأبْحَرَ فى خِضَمِ الصدقِ فى جوفى ،
وزادَ لهيبَ وَجْدِى .
عفواً ..
أيا منْ أخْلَفَتْ للبوحِ وعْدى .
صِدْقَاً هواكِ الآنَ فى نبضى ..
تجاوزَ موعدَ الأمس الذى ولىَّ ،
تخطانى ،
وَشَيِّدَ للأسى صِرْحاً ،
تسربَ بينَ أحزانى ،
وأفلتَ من عقالِ الصدقِ ،
يا رَهَقى ..
متى ينْفَضُّ سامِرُنَا ..؟
متى ..؟
مُدِّى إحتراقِكِ فوقَ جرحى ،
وأملئى ليلى نشيجاً ،
ثمَ صُبِّى عُنوةً نهرَ إحتضارِكِ ،
فى دمى أسفاً ،
ودُقِّى آخرَ الأوتادِ ،
فى نعشِ إمتزاجِكِ ،
كىْ أراكِ وأنتِ ضدِّى
****
مدنى :24/7/1988
جريدة السبوع ، عدد السبت 21/1/1989

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق