الخميس، 1 سبتمبر 2011

أحِبُّكَ كنْ رفيقَ العمرِ *
إنى أحِبُّكَ ..
كنْ رفيقَ العمر ،
وأمنحْنى تلطفَ ساعديك ،
وبعضَ دفْئِك ،
فالصقيعُ بداخلى ،
ويلفُنى وجعُُ ،
وأعرفُ أنّ لى عمراً ،
وفى حدْسى قصيرْ .
يا أجملَ الأطفالِ فى نبضى ..
أحِبُّكَ مارداً ،
طفلاً ،
تُحاصِرُنى أناملُه ،
يَشُدُّ تَوَتُرى ،
شوقاً يجادلُنى ،
فأمنحه توهجَ روحىَ التعبىَ ،
وتواقاً يضىءُ لىَّ الطريقَ فأستنيرْ .
إنّى أحِبُّكَ صِدْقَ ما تدرى ..
ولكنى فقيرْ .
هذا الذى لكَ يا طويلَ العمرِ ..
يمنحُكِ النقاءَ ،
الطهرَ ،
يمنحُنى الأسى ،
وعداً أجيؤُكَ ..
والذى عندى بحجمِ الضوءِ عندَكَ ..
والمدى عشقى ،
وأنتَ تفاؤلنى ،
وعدى ،
وخاتمةُ المصيرْ .
أهواكَ قلْ لِى ..
ما الذى عندى أبادِلُكَ الحنانَ بِه ..؟
وأنتَ تفجُرى عشقاً ،
وتزرعُنى إشتياقاً ،
والأمانى ملءَ كفيّكَ إخضرارُُ ،
والمدى بحرُُ من الفرحِ ،
العطاءِ ،
الدفءِ ،
والغيثِ المطيرْ .
إنّى أحِبُّكَ يا نقىَ القلبِ ..
فأنزَعْ منْ على عصبى ..
قناعَ الدهشةِ الأولى ،
تَمَدَدْ فوقَ جرف الروحِ ،
إنّى أشتهيكَ تمازجاً ،
كيما أراكَ بداخلى ،
لحناً أغنيكَ إنطلاقاً للهوى ،
القاكَ فى رمقِى الأخيرْ .
يا منْ بعمقِ الروحِ أغرسُهُ ..
أحِبُّكَ للذينَ على الرصيفِ ،
إشارةً تبقى ،
وللأطفالِ أغنيةً أُغنيها ،
فهَـا هُمْ ينبشونَ الليلَ ،
بحثاً عنْ فتاتِ الصبرِ،
يقتاتونَ منْ عظمى ،
ومنْ وجعِ المسافةِ ،
يا فريدَ الصدقِ ..
أنتَ خلاصهمْ عندى ،
وداخِلُكَ الضميرْ .
إنّى أحبُّكِ كنْ رفيقَ العمرِ ..
كَىْ نهوى ،
نُغنى للمدائنِ بعضَ ما نرجوا ،
وشيئاً منْ تَجَارِبِنا ..
على هذا الطريقِ القفرِ ،
نقتسمُ المصاعبَ ،
والمباهجَ ،
والمصيرْ .
****
الخرطوم
30/1/1988
* جريدة الوطن ، الإثنين 28/1/1988

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق