التوحُدُ أو اللا مرئىُّ  بينى والحبيبة *
                            عفواً ..
سأكتبُ للذينَ أحِبُّهمْ حرفى،
وأغنيةُُ تجولُ بخاطرى زمناً،
وترفُضُ أنْ أبوحَ بما أُريدْ .
قدْ كان لحنُ الحرفِ فى نبضى رتيباً ،
ممعنناً فى الحزنِ ،
يأخُذُنى إلى زمنٍ صفيقِ البوحِ ،
يشرخُ لحنَ مزمارى ،
ويُبْقينى على وعدٍ عنيدْ .
والآنَ يا كلَ ألذينَ أحِبُّهمْ  ..
حُبْلى بكمْ أرضى ،
وفى نبضى وليدْ .
شكراً لكمْ ..
جَزلٌ أنا ،
رغمَ الأسى متفائلُُ ،
وأشُدُّ خاصرةِ النشيدْ .
فالأغنياتُ بخاطرى لحنُُ شجىُُّ ،
صاخبُ الإيقاعِ ،
يملؤُه الحنينُ تشوقاً لتجاذبِ الأرواحِ ،
فى الزمنِ السعيدْ .
الآنَ يَحْضُرُنى النشيدْ .
وحبيبتى بينى ..  
وحينَ رأيتُها ورداً على شُرَفِ المدائنِ ،
وأنْتماءً للهوى عندى ،
وبعضُ تواصلٍ صدقاً ،
تَقَمَّصَنى هوى روحى ،
على عصبى إستحالَ توجُعى لُغَةً ،
وعاودنى القصيدْ .
كانتْ ..
وحينَ رأيتُها شوقاً ،
بطولِ النيلِ فى وطنى ،
وحَجْمِ مواجعى ،
نامتْ دواليبُ الأسى ..
نامتْ ..
وباعتنى ليالى الحزنِ ،
للفرحِ الذى يشتاقُنى ..
عمراً جديدْ .
هَـا ..
فأسمعوا لحنى  ..
وخاتمةَ النشيد .
كُنّا إنشطارُ خليةٍ ،
والكل فى دربٍ وحيدْ .
وعلى طريقِ الوعدِ فى دمِنا ،
التقينا  ..
نطفتينِ ،
تمازجاً للروحِ ،
كمْ صاحتْ دواخِلُنا ،
التقينا  ..
هَـا هُنا نحنُ التقينا ،
موعداً ،
فأستيّقظتْ لُغةُ التوحدِ  ..
كُنْ ..
فكُنا عاشقينِ ،
وحبلُنا السرىُ  ..
من هذا الوريدْ .
****
الخرطوم
13/4/1988
* جريدة الأسبوع ، عدد السبت 24/12/1988
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق